ماذا لو فقد ابني لغته العربية، وكيف سيعيش مستقبله؟
فقدان العربية يعني فقدان الهوية والدين والعادات الأصيلة، لذلك نوصي بالمبالغة في العناية باللغة العربية، فاللغة أم، واللغة هوية، واللغة وطن، واللغة تاريخ، ولا يمكن لحضارة أن تستمر دون لغة. إن أردتم التأكيد من صحة الكلام انظرو إلى اليهود كيف أحيوا اللغة لينشئوا دولة، وكيف تشتت دول عملاقة بعد انحدار لغتهم.
لنتأمل مستقبلهم من خلال ما رأينا في السنوات الأخيرة:
- بعد 10 سنوات سيفقد الشغف والاهتمام باللغة العربية، وعندما تطلب منه الانضمام لدروس إضافية للغة العربية، سيخبرك أنه غير مهتم بذلك.
- بعد 15 سنة سصعب عليه التعبير في لغته الأم وسيجد أن الحديث والقراءة والكتابة باللغة الأجنبية أسهل وأكثر تأثيراً.
- بعد 20 سنة سيميل إلى الأصدقاء والزملاء الذين يتحدثون اللغة الأجنبية أكثر من أصدقائه العرب، و سيجد أن علاقاته مع أقربائه بدأت تضعف، وقد يفكر بالزواج من أبناء اللغة الأجنبية بسبب سهولة التواصل وتناغم الثقافة.
- أما عن حال الجيل التالي فأظن أن الأمر صار واضح الخطورة.
- قد تتأخر هذه الآثار عند بعض الأسر ولكن ترك اللغة العربية وتقديم لغة عليها لا بد أن يوصل الأبناء لمثل هذه النهايات.
- وصلني من أخ مهاجر في كندا، يقول: قابلت كثيرًا من الشباب العرب يقولون نحن عرب وُلدنا هنا أو أتينا ونحن صغار تعلمنا في المدارس الكندية، ولا نعرف من العربية سوى أن أصلنا عرب.
فاللغة العربية وعاء الدين والثقافة والعادات الأصيلة، فإن كسر هذا الوعاء ضاع ما فيه من محتويات ثمينة لا يمكن جمعها في وعاء آخر.
عشرون عاماً فقط كافية لتغير الهوية والثقافة بل والأخلاق والدين لا سمح الله، اهتموا بتعليم أولادكم اللغة، وحب اللغة، والانتماء للغة.
أحمد الصالح