تعلم الإعراب في الصغر

هل يجب أن نتعلم الإعراب حتى نكون متقنين اللغة العربية؟

الإعراب جزء من علم النحو الذي هو جزء من علوم اللغة العربية الكثيرة، ولكن بعض المشتغلين بالعربية وبعض  الأهالي الكرام يظنون أن الإعراب هو اللغة العربية وأن اللغة العربية هي الإعراب ولا يوجد شيء آخر، وهذا خطأ فادح.

ما نحتاج تعليمه لأبنائنا في الدرجة الأولى هو القراءة المنطلقة والكتابة السليمة والخط الحسن، وبعد ذلك هناك عشرات التخصصات والموضوعات الدقيقة التي يمكن أن نعطيها للطالب.

في المقال السابق قلت: إن تعلم الإعراب ليس ضرورة ملحة للطالب في مراحله الأولى، وأذكر أن أحد أولياء الأمور الكرام راسلني من أجل تسجيل ابنه في أكاديمية اللغة العربية فرحبت به، وسألني عن مستوى القواعد، ففرحت وظننت أن الابن متقدم في القراءة والكتابة ويريد أن يتعمق في دراسة القواعد، ولكني فوجئت بأن الطفل ما زال يقرأ ويهجِئ، ومع ذلك يريد الأب أن يسجله في مستوى متقدم.

أعقب على ما أسلفت وأؤكد أن تأسيس القراءة والإملاء والخط هي المهارات الأساسية، وأي تعليم قواعد قبل ذلك يكون ضياعاً لوقت الطفل وتحطيماً لقدراته.

 ولقد رأيت انصراف الكثير من الطلاب عن تعلم العربية بسبب التركز على قواعد اللغة، كما حدث في دراسة أجريتها على طلاب إحدى المدارس في بداية السنة الدراسية، وقد كان من ضمنها سؤالان:

  • الأول: ما المادة المفضلة عندكم في العام الماضي؟
  • الجواب: 4 بالمئة فقط كانت اللغة العربية هي المادة المفضلة لديهم.
  • السؤال الثاني: لمَ لم تكن اللغة العربية هي المادة المفضلة لديكم؟
  • الجواب: 90 بالمئة من الطلاب قالوا: بسبب الإعراب.
  • وأعلق قائلاً: ليس النحو هو السبب إنما الطريقة التي يقدم بها هي السبب، وجعله هو أساس اللغة العربية ينفر الطلاب من اللغة العربية.

 

أحمد الصالح.